الكاتب : ناصر الأنصاري
في قلب الصحراء الشاسعة،
ترتقي روحي إلى العلا.
أنا في عرفة، في حجاجي السعداء،
أرى الأشواق تشتعل كالشمس الساطعة.
كالطيور المهاجرة في سماءٍ عنانية،
ترقص أرواحنا في دوامة الحماس.
نحن هنا، جسرٌ يربط بين الأمس واليوم،
وبين العبد وربه المنان.
في يوم عرفة، نحن كالنجوم البراقة،
نتوحد في سماءٍ ساكنة السكون.
كأناشيد الهوى تنساب من الفضاء،
نتأمل وجه الله العظيم الجميل.
في الصحراء المحيطة بنا،
نشعر بأنفاس الآباء الأولين.
كأنا القدماء يعيشون في روحنا،
وأرواح الأحبة تتجلى بين الصفوف.
نحن هنا، كالورود الفتية في الربيع،
نتفتح بين أيدي الله الكريم.
نحن كالماء الزلال يروي الأرض،
نسقي بذل الحب والعطاء الجميل.
أنا في عرفة، أحس بوجود السماء،
تغمرني النور والسكينة الداخلية.
كالبحار العميقة في قلبي يتدفق،
أشعر بروح الكون تنبض في صدري.
في يوم عرفة، أكون أنا الحقيقي،
أطلق أحلامي وآمالي العميقة.
أنا هنا، في أعماق الوجود،
أسافر بروحي إلى المجهول البديع.
نحن في عرفة، كأننا أوراق شجرٍ هائمة،
ترقص مع نسمات الحج والوفاء.
نحن كالأنهار العذبة تجري بين الجبال،
نغرق في أحضان الصمت والبقاء.
في يوم عرفة، نحن مع الله،
كالقصيدة الساحرة في خضم الكلمات.
ننسج من الأفكار أجمل الشعر،
ونرتقي بروحنا إلى آفاق الأحلام.
ها نحن في عرفة، الأمان والتجديد،
نحمل الحب والسلام في قلوبنا.
نسعى للرضا والإحسان والتسامح،
وننثر الأمل والإلهام في مساراتنا.
في عرفة نتوقف، لكننا لا نتوقف،
نستمد القوة من عظمة الهدف.
نبحر في فضاء الذات والروح،
نسعى للتحول والتجديد الكليف.
إنها عرفة، حيث يتجلى الحق،
ونحن نرقى إلى أعلى المراتب.