بقلم د./لولوه البورشيد
.
إن التعبير الإسلامي الشامل ، الذى يحتضن مفردات التسامح وتجلياته الخاصة والعامة ، الثقافية والاجتماعية والسياسية هو تعبير ومبدأ العدل والعدالة .
وإن هذه القيم بحاجة إلى سياق اجتماعي يتوجه صوب بناء هذه القيم وإرساء دعائمها خطوة خطوة وذلك لأنه من المستحيل أن تتحقق هذه القيم في الفضاء الاجتماعي الإنسانى دفعة واحدة وإنما تنجز بالتدريج والتراكم .
لذلك يجب أن نقول بدعم وإسناد كل خطوة فى هذه الطريق الطويل والشاق .
وإننا من الضرورى ألا تستعجل النتائج فحينما تتطور الظروف وتتبدل الأحوال وتزداد وتيرة المتغيرات فعلينا استنادا إلى هدى القرآن الحكيم ونور العقل وبصيرة الإيمان من اتباع الأحسن في القول والفعل وهذا النهج يؤسس لنا منهجا واضحاً في طبيعة التعامل مع مستجدات الحياة وتطوراتها على الصعيدين النظرى والعملى إذ إننا مطالبون بالاستفادة من كل هذه المنجزات والمكاسب على قاعدة .
العمل بما يقتضيه العقل والعلم وبما يكشفان من حقائق الحياة وواقعياتها فإن كانت الحقائق ثابتة وعملنا وفقها
وإذا كانت متغيرة عملنا وفقها والحرية الحقيقية للإنسان تبدأ حينما يثق الإنسان بذاته وعقله وقدراتهما وذلك لأن التطلع إلى الحرية من دون الثقة بالذات والعقل تحول
هذا التطلع إلى سراب واستلاب وتقليد الآخرين من دون
هدى وبصيرة لذلك فإن لم يكتشف الإنسان ذاته ويفجر
طاقاته المكنونة لن يستطيع اجتراح تجربته في الحرية
وبناء واقعه العام على قاعدة الديمقراطية والشراكة بكل مستوياتها.