هكذا الأخيـارُ ..
عَـنَّا يَرحــلونْ
و إلى جَنّـاتِ عَـدنٍ ..
يُســرعونْ
كالفراشاتِ الّتي ..
تجري إلـى
لثمِ أزهـارٍ ..
بِغُصـنِ الزيزفـونْ
يا أبا المنذرِ ..
كـمْ آلمَـنَا
نَـبأٌ فَجّـرَ دمعاً ..
بالعيـونْ
قلبُكَ الحاني عَـلى ..
أولادِنَـا
عَلَّـمَ الأجيالَ ..
ما لا يعـلمونْ
عَـلَّمَ الأطفالَ ..
في كُـلِ القُٰـرَى
كيفَ للقُـرآنِ …
حَـرفاً ينطِقــونْ ؟
فَلِـذَا كُـفِّنتَ ..
في أحـداقِهـمْ
و دُفِنتَّ اليـومَ ..
مَـا بين الجـفونْ
أيها الشاعـرُ ..
تبكي أحــرُفي
و على فقـدِكَ ..
تلتاعُ الشجــونْ
من أنـا بعـدكَ يَـا ..
شَاعـرُنَا
أمتطي الحرفَ ..
و أَمضي في جـنونْ ؟
إرثكُ الشعريُّ ..
يَبقَـى خَــالداً
سِفْـرَ ابـداعٍ ..
فأينَ الباحثــون ؟
عن كنـوزِ الضَّـادِ ..
عن أصـدافِهِ
عن عيون الشعـرِ ..
في أحلى مُتـونْ !
كنتَّ بالرمـزِ ..
تواسي أمــةً
و على الأنغامِ ..
كانوا يَرقصــونْ
لعـزاءِ الشعـرِ ..
في رُوّادهِ
سَطِّــروا ..
عَنْ مجدِهمْ ما تَقْـرؤونْ
لم يَمُـتْ ..
تغريدُ قلبٍ شَــاعرٍ
إنَّمَـا ماتَ الكُسَـالى ..
المُحبَطُـونْ !
د. عبدالله عشوي
13/12/1444