اجتماعيةالمقالات

وتلك الأيام نداولها بين الناس

عدد المشاهدات 5912

بقلم: هدى الحكمي

تداول الأيام من تدبير الله -سبحانه وتعالى- فيوم حزن ويليه يوم فرح يوم هزيمة ويوم انتصار، وكأنها رواية ذات فصول وأجزاء ، نعيش تفاصيلها وأحداثها المتقلبة..

لا يبقى الحال على وتيرة واحدة، الأيام تمر سريعة وبشكل مخيف يجعلنا نقف ننظر لما حولنا، كالساعات تمر لا نشعر بها وكأنها غمضة عين وانتباهتها.
أصبحنا نحاول اللحاق بالوقت لنشعر بما فعلنا وأنجزنا
وكأننا في حرب مع أنفسنا ومع عقارب الساعة لنأخذ حقنا منها ونلحق مانريد .
يمر اليوم سريعا وما به من أحداث وتفاصيل رتيبة
أتفكر في سابق أيامنا وبركة وقتنا وترتيب يومنا كنا لا نضجر ولا نشعر بالملل ننجز ما نريد في أكمل حال وبأجمل ابتسامة.
حينما أذكر كيف مرت أوقات كنت أفكر في هذه الأيام التي أعيشها الآن أتفكر عندما أكبر ما الذي سأكون عليه
وها أنا كبرت وأصبحت في مستقبلي وأنجزت ما أنجزت في حياتي أراني بارتفاع وأيامي الماضية خلفي بانخفاض بعيد وكأنها تأكد لي أنها ذهبت ولم تعد ولم يبق منها سوى الذكريات وليس لي سوى ما أنا عليه وما هو قادم.
مررت بحياة وكأنني بغيبوبة وأفقت لأجد نفسي في عالم آخر كيف مضت تلك الأيام وكيف قضيتها وها أنا أرى حصادها، مضى العصيب منها والجميل والقاسي واللين
وتفاصيل كانت مؤلمة مرت وها أنا أراها الآن ذكرى أليمة لا تفارق خيالي، ولحظات جميلة ابتسم بمجرد تذكرها،
وصعوبات أرى نفسي انتصرت عليها مرت ولم أظن أنني سأتجاوزها..
 هذا هو يومنا تشرق فيه الشمس وتغيب كأنها تخبرنا بأن كل يوم ينتهي ويمضي ويصبح من الماضي ليأتي يوم جديد بتفاصيل أخرى وأحداث جديدة تعصف بنا، لذلك يجب أن نكون أقوى من الأمس ، ومن أعظم السمات أن نتعظ مما كان لنتجاوز الأخطاء والخيبات ونجبر قلوبنا بأمل وبصنع ذكرى جميلة لأيام قادمة سنذكرها كما كانت غيرها..
ولا بد من جعل هذه القاعدة راسخة في أذهاننا لنعش في سلام وهدوء وأن نستطيع تجاوز أي عقبات قد تصادفنا
فالأيام تتوالى حتما وتغيب الشمس وتشرق فلا بد من أن تكن لدينا القوة والوعي لنجاريها ولا نجعل شيئا يصعبها علينا..
ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان وخانتني الأيام وسرقت مني فرحتها وصفاءها وابتسامتها.
كنت بعام مضى أرى أبي بفراش المرض وأدعي الله أن تشرق الشمس علي بشفائه ونكمل حياتنا، وها أنا اليوم دارت علي هذه السنة وأنا ادعي له بالرحمة والغفران فقد كُسر قلبي، وعمق الأثر بداخلي..

كنت أظن أننا نكبر فقط ولا نهرم نكبر كما نحن ومن نحب لكن سنة الحياة ايقظتنني من شيء غاب عن تفكيري لم أعتقد يوما كهذا سيمر علي ويظهر على ملامحي ولكن الحمد لله على كل حال .
كم يملؤنا الحنين لأيام لم تعد لصفوها وحلاوتها كانت مزهرة يحيطها الحب من كل جانب تدور الأيام ويدور الزمن وها هي الحقيقة يمسنا الفرح يوم والحزن يوم لتمضي الأيام لا تقف على شيء.
فأفراحنا مؤقتة وأحزاننا مؤقتة لا شيء يدوم، كغيمة صيف مرت بللتنا بالمطر وعانقت أرواحنا ومضت وذهب الأثر..

قال الله تعالى ؛
{إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }
سورة آل عمران .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته
    وجبر الله كسركم
    مقال مميز
    وفقك الله
    لا ننسى ضعفنا الى الله
    ولذلك نمت ندعوه دائما الثبات والقوة والعزيمة
    ونتوسل اليه راحة البال والطمئنينه والسكينة والسعادة
    سلمت يداك هدى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com