اجتماعيةالمقالات

وداعا شاعرنا الكبير عطيه السوطاني … رحلتِ عن الدنيا لكن ذاكراكِ باقية

عدد المشاهدات 1520

يقلم: حسن الزهراني- جده

لا أدري من أين أبدأ وأين سأنتهي، فلقد حارت كلماتي وعجز قلمي وأصبح قلبي ينزف دماً والعين تذرف دمعا فهي صدمة مرت في حياتي وجف قلمي عن خطها، فلقد حارت أفكاري في صياغة كلماتي وفي وصفها، ففي يوم الجمعه الماضي فوجئنا جميعا بوفاة الشاعر العزيز على قلبي، وقلوب محبيه عطيه السوطاني الأمر الذي قد هز وجداني ومشاعري فصارت الحياة ضيقة والحزن هو المسيطر على أحاسيسي، إنه لم يكن أخا فقط، وإنما كان رحمه الله أخاً ووالداً وصديقاً. لكن راضين باقدار الله وهذه سنة الله في خلقه جميع والحمدلله على كل حال.

لقد رحل وقلوبنا معه، فكيف لا ترحل القلوب مع الرجل الذي زرع حبه في قلوب الآخرين من الناس الأقرباء والأصدقاء وغيرهم، فقد كانت مكانته كبيرة لدى الجميع، وكان رحمه الله مثالا يحتذى به في الجود والكرم والعطاء الذي ليس له حدود؛ فأفعاله الخيرية وكرمه باقية شاهدة على ذلك من خلال تواضعه الجم وتعامله الحسن وأسلوبه الإنساني

عطيه الذي كابد الألم وعانى الوجع في قلب كان يحمل الحب والعطاء للجميع، كان يكتم ألمه ووجعه حتى لا يؤذي شعور أهله ومحبيه، وعندما خرج من المستشفى بعد مكثه فيها لأيام معدودة عاد ينثر الفرح في قلوب أهله وأحبابه.

مؤلم جداً أن تحاول أن تصبّر وتذكَّر.. وأنت بحاجة لمن يصبّرك، أقسى لحظات الألم أن يكون قلبك ينزف وجعاً ولا تستطيع أن تخرج ما في قلبك لأن دورك هو تسلية غيرك بمصابهم، موجع أن يبكي القلب وتتحجر الدموع فلا تستطيع حتى إخراجها ..من منا لا يعرف عطيه السوطاني فهو الرجل الذي عاركته تجارب الحياة، وصاغته صياغة مميزة، وصقلته محن الايام حتى انكسرت امامه وما انكسر، رفعه حبُّه للخير، وسعيُه الدؤوب في سبيل المصالحة بين الناس. وكم تربصوا على أعتابه فخروا وانهزموا ولم يهتز
رحلت يا أبا صالح يا صاحب القلب الكبير…
رحلت وخانتنا المشاعر في وداعك…
رحلت واختلطت الدموع بالآهات…
رحلت يا من كنت سنداً للبعيد قبل القريب…
رحلت يا من كنت لنا أباً وأخاً وصديقاً وحبيباً…

فأي إنسان أنت؟ وأي أخ أنت؟
أي قلب كبير تملكه أنت؟؟!!
حتى في مرضك لم ترغب أن يعرف أحد عنه حتى وأقرب الناس لك لم تخبره
كنا دائماً نسألك عن صحتك وجوابك الأزلي الحمدلله بخير وعافية!
وأنت تعلم أنك سترحل سترحل ولكن…
رحلت وتركت مجلسك الذي تعودنا عليه…
ولكن عزاؤنا فيك المحبة التي لمسناها من المعزين. حيث كانوا يعزون أنفسهم قبل تعزيتنا. فأنت أسرت القلوب بحبك وبتواضعك…

خاتمة:
اللهم أرحم ميتنا وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وجميع موتى المسلمين، آمين..
والحمدلله رب العالمين على قضائه وقدره وإنا لله وإنا إليه راجعون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com