اجتماعيةالمقالات

عثرات الحياة وصفوها

عدد المشاهدات 1672

لا تصفوا الحياة لأحد ولا تكون على منوال واحد وخط واحد فهي مليئة بالمنغصات والعقبات فلا بد من المشقة والمصائب يقول سبحانه وتعالى : “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ”
يكابد في هذه الدنيا ويمر بالشدائد والنقم ويكن في اختبار لمعرفة مدى صبره واحتسابه و إيمانه.

فهي ابتلاء من الله ليختبر قوك تحملك ولجوئك إليه، إنها الدنيا لا تؤتمن ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها يُغيّر الله من حالٍ إلى حالِ .
هناك لحظات فرح وسرور و هم كدر ،
وقد قيل:
ثمانية لابد منها على الفتى ** ولا بد أن تجري عليه الثمانية
سرور وهمٌّ واجتماع وفرقة ** ويُسْر وعسر ثم سقم وعافية
فالكل في هذه الدنيا مبتلى ,, والفائز هو الصابر المحتسب,,
فقد يُبتلى المسلم في حياته لحكمةٍ لا يعلمها البشر، بل يعلمها ربّ البشر سبحانه وتعالى وجعل الله تعالى حياة الإِنسان في الدنيا تتقلّب بين السعادة والشقاء، والعسر واليسر، والغنى والفقر، والصحة والمرض.

وهي دار تعب وعناء، وعمل وبلاء، كثيرة التبدّل وسريعة التحوّل.
فإذا ضاقت بك الدنيا وجاءت على ما لا تريد وغمرتك الهموم والأوجاع أحتسب ولا تجزع ولا تسخط فالبلاء يذهب ويبقى أجره قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام : إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط”
فعليك بحسن الظن بالله والتعايش مع الابتلاء والتقرب إلى الله بالدعاء والطاعات وأعلم أن الله يجزي الصابرين المحتسبين.

وستدرك مع الأيام حكمة الله في تدابيره فقط كن على يقين بالله ولن يخيبك وأنه صرف شر عنك ..

فإﺫﺍ ﺣَﺮﻣﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺗُﺤﺐ فلا تحزن وتذكر أﻥ ﺍﻟﻠﻪ تعالى ﻗﺎﻝ ﺑﻜﻞ ﺭﺣﻤﺔ “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” فاطمئن لتدبير الله وحكمته واعلم أن الخيرة في اختياره فاصبر على ما قضى ولا تيأس أبدًا من لطف الله ورحمته
وتذكر أنّ الابتلاءات والمحن والمصائب من دلائل الفضل، لقول النبي صلى الله عليه وسلَّم عندما سُئل عن أشد الناس بلاءً؟ قال: (الأنبياءُ، ثم الأمثل فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإنَّ كان دينه صلْبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة) .

قد نصاب بنوائب الدنيا وقد نُحرم ما نحب ، فالحياة كثيرة التقلب ، لكن علينا التحلي بالصبر والرضا وأن نجعل من هذه النكبات تقوية لنا ، وأن لا نتعثر في عقباتها،
وأن نجعل الأمل والتفاؤل شعاعين يضيئان لنا دروب الحياة فأولاً وأخيراً علينا القرب من الله والثقة فيه والتوكل عليه فالسعادة دائماً تكمن في الرضا …

فحينما أرى الناس من حولي بمختلف حياتهم ولكل منهم ما يهمه علمت أنها لا تصفو لأحد فعلينا أن نعيشها كم هي وأن لا نتضجر ونصنع السعادة لأنفسنا مهما كانت الظروف .

 

بقلم: هدى الحكمي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com