المقالاتشعر

بَيْنَ لَهِيبِ النَّار

عدد المشاهدات 1344

يَنْتَابُنِي الْوَصَبُ
حِينَمَا أَرَاكِ حَزِينَةً !
أَهْتَزُّ فَرَحًا وَسُرُورًا
عِنْدَمَا أُبْصِرُكِ مُبْتَسِمَةً
يَدْفَعُنِي أَمَلٌ كَالْجَبَل
فِي لُقْيَاكِ يَا عَسَل !
يُضَايِقُنِي الْكَلَام ؟
عِنْدَ كَثْرَةِ الْمَلَام
لَكِنَّ حُبِّك لَنْ يُضَام

عِنْدَمَا تَتَوَارِينَ عَنِ النَّظَر
يَعْطِفُ عَلَيَّ نَسِيمُ السَّحَر
يُوَاسِينِي حُلْمُ الْيَقَظَة !
أُحَاكِيكِ وَأَنْتِ بَعِيدَة
لَكِنَّكٍ فِي قَلْبِي قَرِيبَة

لِمَاذَا أَنْتِ صَامِتَة ؟
لِمَاذَا هُدُوؤكِ يُحَيِّرُنِي ؟
لَمْ أَسْتَطِع أَنْ أَفَهَمَكِ !
تَرَوِّي ، اِرْنِ إِلَيَّ
الْعُمْرُ ظِلٌّ زَائِل
تذأفُهُ سَحَابَة
والشَّمْسُ تَحْمِيه
والْقَمَرُ يَرْوِيه

اِفْتَحِي عَيْنَيْكِ ؟
انْظُرِي إِلَى السَّمَاءِ
سَحَابَتَانِ سَتَلْتَقِيَانِ
تَصْطَدِمَانِ فُتُمْطِرانِ
دُمُوعٌ تِطْرِبُ لَهَا الْأَرْضُ
فَيُنْبِتُ مِنْهَا الزَّرْعُ
لَكِنَّهُمَا لَا يَخْتَلِفَان !
مُتَجَاوِرَتَانِ فِي كُلِّ مَكَان
يَحْتَضِنَانِ عِنْدَ الْلِّقَاء
لَا هَجْرٌ وَلَا جَفَاء
أُنْسٌ وَمُؤَانَسَةٌ
لُطْفٌ وَمُلَاطَفَةٌ
صَفْوْ وَمُصَافَاةٌ
غُرْمٌ وَغَرَامٌ
هَيْمٌ وَهُيَامٌ
رَاحَةٌ وَارْتِيَاحٌ
شَرْحٌ وَانْشِرَاحٌ
بِشْرٌ وَاسْتِبْشَار
طَوَالُ الْلِّيْلِ وَالنَّهَار
يَقْضِيَانِ أَجْمَلَ الْأَوْقَاتِ
يَتَحَدَّثَانِ مَعَ الضَّحِكَاتِ

سُبْحَانَ اللهِ الْخَلَّاق
الَّذِي بِيَدِهِ الْأرْزَاق
أَنْتِ أَجْمَلُ الْأَقْدَار
أَنْتِ السَّكَنُ وَالدَّار
قَلْبِي لَكِ قَدِ اخْتَار

يَا زَهْرَةَ الدُّنْيَا بِلَا جَدَل
يَا مَنْ لِفُؤَادِي قَدْ قَتَل
يَا مَنْ لَيْسَ لَكِ بَدَل
اقْبِلِي وَلَا تَرْحَلِي
تَجَلِّي وَلَا تَأْفَلِي
فَأَنَا هَائِمٌ جَاثِمٌ
مُتَرَقِّبٌ قَائِمٌ
لَا خِلٌّ ولَا جَار
إِنِّي فِي الْانْتِظَار
بَيْنَ لَهِيبِ النَّار !

تأليف : مهدي جدُّه حكمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com