أخبار محلية

تذكير … كلك عورات وللناس السن

عدد المشاهدات 1056

 

بقلم : عبدالله الحكمي

 

في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة يسمونها (طقطقة) هذه الظاهرة كثرت في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وفي المجالس، واصبح امرها عادي عند الكثير والكل يمكنه ان يسخر ويستهزئ ويلمز وبصف الآخرين بألقاب كيفما شاء ومتى ما شاء، وهم يضحكون ( وكان عليهم ان يبكون لعظم الذنب).
وهذا الفعل لا يجوز وهو محرم شرعاً ، وهذا الذي يسمونه “طقطقة” اجتمع فيه كل النهي الذي جاء عن رب العزة والجلال في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} الحجرات (11).

نعم هذه الطقطقة هي سخرية واستهزاء وتنابز بالألقاب، متداولة بين الناس، واكثر من يتداولها هم الجماهير الرياضية وايضا اخرين غيرهم منهم ايضا النساء فيما بينهن، ومنتشرة بشكل كبير ، ومع الاسف لا نجد من يوجههم آو يبرئ ذمته ويقول لهم هذا امر حرمه الله عز وجل عليكم .

ابن كثير في تفسيره قال: الهمّاز اللّمّاز مذموم ملعون. ومعلوم ان اللعن هو الطرد من رحمة الله.
فهل علم من يسخر ويستهزئ بالاخرين ويذكرهم بالقاب يكرهونها ان ما يقوم به هو امر موجب للاثم والذنب العظيم اذا لم يتب ؟،
نسمع ونقرا ونشاهد مواعظ كثيرة من البعض في امور سهلة وميسرة ولكن لا يتم الاهتمام بالتوازي بالامور العظيمة الاخرى التي نهى الشرع عنها مثل الاستهزاء والتنابز بالألقاب والسخرية ؟.
كثير من عامة الناس ربما لا يعلم انه محاسب على مثل هذه الاقوال ويقول ما هي الا ( طقطقة او مزح )، وكأنه لا يعلم انه استهزاء وسخرية ! ويظن انه حتى لو ذكر ان فلانا قصير او اعرج او ضرير او حتى نادى جماعة او شخص بلقب لا يحبه مثل نبز الجماهير لبعضهم او اندية اخرى بالقاب وتنابز بها او امراة تقول عن اخرى صفات تكرهها او اسم تكرهه، او حتى معايبة الاخرين بذنوب ارتكبوها او اخطاء حصلت منهم، يظنون ان ذلك امر عادي، وهو امر عظيم عند الله..
“وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم”.
الامر ليس سهلا ولا هينا بل هو آثام وذنوب ترتكب نهى الله عنها ورسوله .. الآية الكريمة فيها عمومية نهي عن أن يسخر اي انسان بآخر لجميع معاني السخرية، فلا يحل لانسان ان يسخر او يستهزئ من آخر لا لخلقته ولا طوله ولا قصره ولا اموره الخاصة ولا كبواته ولا حتى ذنوبه التي ارتكبها ولا فقره، ولا ينبز شخص ولا جماعة بلقب يكرهونه لا اندية ولا جماهير ولا افراد ولا جماعة غيرهم ولا غير ذلك من الأمور .
روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره التقوى هاهنا “ويشير إلى صدره ثلاث مرات” ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام: سباب المسلم فسوف وقتاله كفر .
اتمنى كل من اراد ان يحتقر الاخرين او بستنقص منهم او اراد مناداتهم بالقاب غير لائقة ويكرهونها او الضحك والاستهزاء بالناس لاشكالهم او ذنوبهم او اخفاقاتهم او نساء لاخطائهن او ذنوبهن او اشكالهن ، كل من فكر في ذلك او وجد نفسه تناديه الى هذه الافعال والاقوال الخطيرة عليه ان يتذكر وان يعود الى الكتاب والسنة وسيجد فيهما الوعيد الشديد لكل من يفعل ذلك .. وربما تكون رادعا له .
مع الأسف الذي حاصل الان هو الاستهانة بالنهي الذي جاء في كتاب الله عزوجل، وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، الاستهانة بالناس واحتقار بعضهم بعضا والاستهزاء والسخرية من بعضهم بعض والتنابز بالالقاب بشكل واسع عند كثير من الناس، في فرحهم وحزنهم وفي افراح الاخرين واحزانهم في فوز الاندية وعند خسارتها.

علينا ان نكون بعيدين كل البعد عن هذه الافعال والاقوال التي تؤدي الى الاثم والذنوب ومن ثم الى العذاب ، رغم سهولة الامر ،
حتى خصمك لابد ان تكون فارس شهم كريم وتعطيه حقه من المدح والاشادة بدلا من احتقاره والتقليل من شأنه وغمط حقوقه،
ومن دعته نفسه الى همز الناس ولمزهم بما يكرهون او بالقاب او صفات سيئة او تنقيص منهم فليتذكر قول الله عز وجل : ويل لكل همزة لمزة، 1 الهمزة… “وويل هو واد في جهنم” نعوذ بالله من النار .
وهذه الآية وما سبقها تكفي ان لا نعود لذم احد ولا نلمز او نهمز او نسخر ولا نستهزئ باحد، ولا نصف احد باي لقب قبيح او لا يحبه، ولا ننادي احد بغير ما سمي به .
الانسان محاسب عما تنطقه لسانه ( انما يكب الناس على مناخرهم في النار الا حصائد السنتهم ).

قال المفسرون: إن من فعل ما نهي عنه من السخرية واللمز والنبز فهو فاسق ، وبئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ، فلا تفعلوا ذلك فتستحقوا اسم الفسوق ( ومن لم يتب ) من ذلك ( فأولئك هم الظالمون ) .

وللامام الشافعي رحمه الله:

لسانك لا تذكر به عورة امرئ…
فكلك عورات وللناس ألسن.
وعيناك إن أبدت إليك معايبا…
فدعها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى…
ودافع ولكن بالتى هى أحسن.

اعلامي، وكاتب ..
عضو هيئة الصحفيين السعوديين.
عضو الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع.
مشرف في صحف الكترونية، ومحرر فيها.
حاصل على وسام الثقافة العربي.
مرصد الاعلام الدولي.
اتحاد النخبة للثقافة والفنون والسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com